كما تدين تدان

كان يا مكان يحكى في قديم الزمان أن يمامة أقامت فوق قمة سنديانة في غابة كثيرة الاشجار و ذات يوم لمحت اليمامة ثعلبا يخرج من وجاره ( بيته ) من بين شجيرات من تحت جذع السنديانة !!
نادت اليمامة الثعلب من فوق قمة السنديانة و سألته :
لماذا أنت هنا أيها الثعلب ؟
فأجابها : هنا وجاري أيتها الجارة ، هل من خدمة أؤديها لك ؟ فقالت اليمامة : أنت إذا جاري أيها الثعلب !!
فقال نعم !
قالت اليمامة : لماذا لا نتعاهد على الصداقة و الوفاء ؟
قال الثعلب : سيرتي ذلك !!!!!!
عقدت اليمامة و الثعلب عهدا بالصداقة و توطدت العلاقة بينهما و قررا أن يطمئن أحدهما على الاخر بين الفينة و الفينة .
و لم يمض وقت طويل على معاهدة الصداقة و الوفاء بينهما حتى خرجت اليمامة تبحث عن غذاء لفراخها و قد أطمئنت أن جارها الثعلب لن يغدر بها .
أحس الثعلب هو الاخر بحاجة صغاره إلى الطعام و قد رأى خروج اليمامة فرصة لالتهام فراخها فصعد إلى العش و أكل فراخها هو و صغاره ، و لما عادت اليمامة علمت بما فعل الثعلب الغادر ، فحزنت حزنا شديدا على فقدان فراخها و لكن حزنها كان أشد لأنها شعرت بعجز عن الانتقام من الثعلب ....
و مرت أيام و أيام و حل الانتقام الرباني للثعلب فكان هو يبحث عن غذاء له و لصغاره فجاء أسد لوجاره و أخذ صغاره و أكلهم ، و كانت اليمامة تنظر و هي سعيدة ، و لما جاء لم يجد صغاره فنظر إلى اليمامة و قال :
أين صغاري ، أين ذهبوا من أخذهم ؟
فقالت اليمامة ضاحكة : هذا جزاؤك جاء الأسد و أكلهم بينما أنت تبحث عن غذاء لك .
و ثم قالت : كما فعلت لي تحديدا أكلت صغاري فجاء من يأكل صغارك .
هذا درس لك لكي لا تعيد الكرة .
فحزن الثعلب كثيرا و ندم على خيانته لليمامة و عاهد نفسه أن لا يغدر بأي أحد مهما كان ...