الفنيون يتحدثون عن خسارة المنتخب الوطني أمام مصر :العصبية طغت على لعب ''الخضر'' والدورة ساهمت في كشف النقائص
الجمعة, 29 يناير 2010 23:52
أجمع الفنيون الذين تحدثت إليهم ''الجزائر نيوز'' على وقوع لاعبي الفريق الوطني في فخ المصريين، وهو ما سمح لهم بتحقيق الفوز ، خاصة وأن الجزائريين كانوا غائبين تماما عن المباراة ومروا جانبا بترك المبادرة للفراعنة الذين عرفوا كيف يستغلون الفرصة بفضل النرفزة التي ميزت لعب أشبال رابح سعدان · من جهة أخرى، أبدت فئة أخرى من الفنيين أملها في طي صفحة الماضي واستخلاص الدروس من جميع أطوار الدورة التي أظهرت نقائص على مستوى خطوط الفريق الوطني خاصة الدفاعي والهجومي الذي يحتاج لبعض التعديل والعمل الإضافي من أجل تحقيق الجاهزية لكأس العالم التي بقي أقل من خمسة أشهر على إنطلاقها·
رصدتها: عيشة· ق
حسين ياحي (مدرب وداد بن طلحة): اللقاء خرج من أيدي اللاعبين بعد طرد حليش
''هذه هي كرة القدم هناك فريق فائز وآخر منهزم، في الوقت الحالي علينا الوقوف إلى جانب هذه التشكيلة الوطنية الشابة وتشجيعها خاصة وأنها في مرحلة البناء و التطور، حسب رأيي الخاص، فإن الفريق الذي يتحسن لا يكون من منطلق تحقيق الفوز وحده، لأن تحسن مستوى أي منتخب أو نادٍ يكون بالخسارة أيضا ومعايشة الصعوبات بالمباراة· أستطيع القول أن التشكيلة الوطنية لم تقدم طريقة لعبها المعهودة منها التي عودتنا على تطبيقها، وهذا يعود إلى التجربة التي لم تكن في صالح العناصر الوطنية والتفوق الذي أبداه الطاقم الفني المصري مقارنة مع ما قدمه طاقمنا الفني الوطني، الآن لا يجب العودة إلى الوراء، بل المطلوب هو استخلاص الدروس من مواجهة مصر·
الخطأ الذي ارتكبته التشكيلة الوطنية أنها لم تأخذ المواجهة أمام مصر بالجدية اللازمة، حيث وقفنا خلال مجريات اللقاء على تردد كبير من طرفهم في اللعب وتركوا المجال مفتوحا للمصريين الذين فعلوا ما شاءوا على أرض الميدان، كما وقعوا في فخ اللعب المصري الذي جعل العصبية هي ميزة لاعبينا، فالأخطاء الفادحة التي وقع فيها بلحاج وشاوشي كلفتهما الطرد الذي كان يمكنهما تفاديه لولا عدم التركيز الذي وقعا فيه، على اللاعبين معرفة التحكم في الأعصاب، خاصة وأن الوصول إلى هذا المستوى يكون غير مسموح فيه الخطأ، فلاعبان دوليان في مثل هذا الحجم و احترافهما في أندية أوروبية كبيرة، كان من المفروض أن يتم إستغلاله بذكاء والتضحية من اجل إستعادة زمام المباراة التي كان خروج حليش منعرجها، خاصة وأن سعدان لم يكن ينتظر هذا السيناريو''·
نصر الدين دريد (حارس دولي سابق): شاوشي أخطأ في لقطة الاعتداء على الحكم وعليه وضع الأرجل على الأرض
''الفريق الوطني كمجموعة قدّم دورة قارية في المستوى وسعداء بالإنجاز الذي حققوه بوصولهم إلى النصف النهائي بعد غياب عن طبعتين متتاليتين، لكن المباراة التي شاهدناها أول أمس أمام مصر مررنا خلالها جانبا، حيث ارتكب اللاعبون خلالها عدة أخطاء ومن جميع النواحي، نفس الأمر بالنسبة للمدرب سعدان الذي قام ببعض الأخطاء، التشكيلة الوطنية لم تكن جاهزة نفسيا كما يجب، وبالتالي وقع اللاعبون بسرعة في فخ المصريين جعلهم يخرجون نهائيا من اللقاء ويتركون المبادرة للمنافس، وأخطأ اللاعبون عندما نسوا اللعب على الكرة واكتفوا بالبحث عن أقدام المصريين·
من جهة أخرى، رأينا تفوقا واضحا لشحاتة خاصة من ناحية التفطن التكتيكي، حيث أعادت المباراة أمام مصر إلى الأذهان غياب الفطنة التكتيكية التي وقع بها سعدان أمام مالاوي، حيث كنا منهزمين بهدفين ورأينا التغيير بخروج مهاجم وإدخال مدافع، فقد وقع الطاقم الفني الوطني في الخطأ عندما تأخر في القيام بالتغيير بعد طرد حليش· التصرف الذي قام به شاوشي كان خارج الروح الرياضية تماما وكان يستحق الطرد المباشر عندما قام بالإعتداء على الحكم، شاوشي مطالب بوضع الأرجل على الأرض لأنه لم يصل بعد إلى المستوى الإحترافي''·
مهدي سرباح (مدرب حراس السد القطري): لم نشاهد لعبا جزائريا إنما الغلبة كانت لعدم الانضباط
''دخول اللاعبين المواجهة من المفروض أن يكون بهدف اللعب، وهو ما لم نره عند العناصر الوطنية التي لم تقدم أي لعب على أرضية الميدان بل غلب عليها عدم الانضباط وكل لاعب يقوم بما يريده، روح اللاعبين الجزائريين كانت غائبة تماما أول أمس، صحيح أن الحكم قام ببعض الأخطاء على غرار الإنذار الأول الذي وجهه لحليش لكنني أترك للعارفين إعادة صور ضربة الجزاء والبطاقتين الحمراويين للحكم عليها، لو انهزمنا أمام كوت ديفوار لتقبلنا الأمر لأنه فريق كبير يضم في صفوفه نجوما عالمية، وأيضا الخسارة أمام مصر كانت ستكون مقبولة لكن بهدف أو إثنين وليس بتلك الطريقة ، حيث اكتوينا بأربعة أهداف كاملة، وهو أمر غير مقبول.
المصريون عرفوا كيف يتحكمون في أعصابهم ونجحوا، بينما تشكيلتنا الوطنية لم تكن تستحق الخروج من النصف النهائي بتلك الطريقة، فالمنتخب الوطني يملك فريقا كان عليه اللعب لأن طرد لاعب واحد ليس نهاية العالم ولديه الفرصة لقلب النتيجة لصالحه· شاوشي كان مطالبا باحترام قرارات الحكم مهما كانت قاسية والتحكم في برودة أعصابه، وهو ما لم يطبقه الحارس· المدرب يبقى هو المسؤول الأول عن خياراته التكتيكية والأقرب لمعطيات تشكيلته وكل مدرب في العالم معرض للخطأ''·
هل استفاد سعدان من هذه الدورة واستخلص النقائص التي يعانيها الخضر قبل المونديال؟
عبد الرحمان مهداوي (مدرب وطني سابق): تحسين الخطين الدفاعي و الهجومي ضروري
''كل مباراة خاضها الخضر خلال كأس الأمم الإفريقية كانت مفيدة لهم، سعدان استغل هذه الدورة للإستعداد جيدا قبل دخول مغامرة كأس العالم المرتقبة، الخضر نجحوا في الوصول للهدف الذي سطروه قبل انطلاق الدورة القارية وهو الوصول للدور ربع النهائي وتجاوزوا الهدف بالتأهل إلى المربع الذهبي، المنتخب الوطني كان بحاجة لمباريات عالية المستوى ومواجهة منتخبات قوية مثل كوت ديفوار التي حضرنا خلالها لأداء كبير من الجزائريين الذين كانوا الأحسن على مستوى المهارات الفردية واللعب الجماعي وانسجام تام بين خطوط التشكيلة، بينما كانت مواجهة مصر درسا للاعبين من أجل استخلاص الأخطاء وتفاديها مستقبلا·
مثلما توجد إيجابيات هناك أيضا نقائص تعانيها التشكيلة الوطنية، الفريق على العموم في تحسن مستمر، رأينا قدرات بدنية وفنية عالية، الفريق يملك الروح الوطنية ويجب الإستمرار على نفس المنهج و الإستقرار في التشكيلة، مواجهة مصر أثبتت أن الخضر مطالبون بمواصلة العمل على تحسين نقائص الفريق الذي يتطلب بذل الجهد لتحسين خطي الدفاع والهجوم خاصة على مستوى الاسترجاع بالنسبة للاعب الذي يقوم بالعملين الدفاعي والهجومي في نفس الوقت، والذي يحتاج لعمل إضافي من أجل العودة بسرعة إلى منطقته دون ترك فراغات على مستوى الخطوط ليستفيد منها الخصم''·
مصطفى كويسي (لاعب دولي سابق): نعاني كثيرا على مستوى بناء الحركة الهجومية
''كانت المنافسة القارية مناسبة ملائمة للتشكيلة الوطنية من أجل لعب أكبر عدد من المباريات الذي يكفي لجعله مقياس تحضيري قبل موعد كأس العالم، وكانت الفرصة مواتية لاستخلاص الدروس بصفة أفضل من أجل وضع المدرب تحت الصورة التي تساعده على القيام بأفضل التغييرات على الجانبين التكتيكي والبدني، وسمحت له بمعرفة قدرات لاعبيه عن قرب بفضل الإحتكاك رفقة أحسن المنتخبات الإفريقية، وتبقى الظروف التي لعب في ظلها اللاعبون سواء المناخ أو الضغط يسمح لهم بالتعود على جميع الظروف ليكونوا على إستعداد لموعد جنوب إفريقيا· بصفة عامة الدورة كانت إيجابية للمنتخب الوطني، حيث قدم خلالها أداءا طيبا، فلا أحد كان يتصور قبل انطلاق كأس إفريقيا أن الجزائر بإمكانها التأهل إلى الدور نصف النهائي، حيث كان الهدف المرور إلى الربع النهائي، وبالتالي فإن اللاعبين قاموا بإنجاز كبير· الخضر يعانون على مستوى بناء الحركة الهجومية، حيث لم يظهر لها أثر سوى خلال لقاء أو لقاءين فقط، ونعاني بشكل كبير من ناحية الفعالية أمام المرمى وهو ما يجب العمل على تصحيحه مستقبلا''·
عز الدين آيت جودي (مدرب جمعية الخروب): لا بد من إعادة النظر في اختيار اللاعبين
''ظهرت تناقضات كبيرة من تصريحات المسؤولين على الفريق الوطني سواء في تحديد أهدافه من المشاركة في الكأس الإفريقية أو التحضيرات، كنا ننتظر من العناصر الوطنية أن تقدم وجها طيبا عن الكرة الجزائرية خلال هذه الدورة لكننا رأينا إنهزاما بثلاثية أمام مالاوي، ورباعية أمام مصر وهو أمر غير معقول على هذا المستوى، هناك عدة عوامل لم تكن في صالحنا، حيث سارت بعض الظروف ضدنا، لكن علينا نسيان الماضي و التفكير في المستقبل وأخذ العبرة مما عايشناه والبحث عن الحلول عن طريق الإجابة على سؤال لماذا خسرنا أمام مصر وبتلك النتيجة وما هو السبب الذي جعلنا لا نلعب جيدا أمام مصر· صحيح أن الحكم يملك مسؤولية تلك النتيجة القاسية، لكن اللاعبين والطاقم الفني مطالب باستخلاص العبرة والتعلم من الخسارة، بقيت اليوم مواجهة أخيرة أمام نيجيريا وليس أمام لاعبين سوى تقديم طريقة لعبهم التي عودونا عليها، و هي فرصة لسعدان من أجل التعرف على اللاعبين الذين يملكون مستوى اللعب ضمن صفوف الفريق الوطني والذين يساعدون سعدان في تحضير تكتيك الدخول إلى كأس العالم·
لا بد من إعادة النظر في اختيار اللاعبين وأماكن التربصات التحضيرية حتى لا نقع في مبررات غير منطقية عند كل خسارة، خاصة وأننا مقبلون على كأس العالم التي تجري في مستوى عالٍ يجب العمل على مواكبته''·
